وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون) (1). وقوله: (ويقبضون أيديهم) كناية عن البخل، والبخيل كل البخيل من ذكر عنده أكرم من أكرم الله تعالى به العالمين فلم يصل عليه. فكيف حال الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، ولقد علمنا بجماعة يصنعون هذا، وما ذاك إلا أنهم اتبعوا أهواءهم ولما لم ينتفعوا بعلمهم ضرهم وانقلب وبالا عليهم. وهم يلبسون على الناس بتسمية الصلاة على نبيهم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بدعة تارة، وتارة رفع الصوت بها يشغل المصلين، وأخرى بأن الاشتغال بالأذكار الواردة أولى، ويدلون على من استخفوه بهذه الشبه. فأما كونها بدعة ففيما تقدم، وفيما سيأتي كفاية.
صفحه ۴۳