بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
ژانرها
ملامح هذا المسرح، وحددتها في كونه مسرحا تقريريا يختار مادته من الصحف والأخبار والخطب والبيانات والإحصاءات ... إلخ، ثم تكتب أو تعرض بصورة فنية بحيث لا تبدو المسرحية تسجيلا خالصا للوقائع والأحداث. وعملية اختيار المادة تتم تبعا للموضوع الاجتماعي أو السياسي المشتمل على مضمون إنساني عام يعكس - بشكل ما - وجهة نظر الجماهير العريضة؛ أملا في إبراز عنصر التهييج السياسي في إدانة موقف معين. ولا بد للمؤلف أن يكون محايدا أمام الحادثة التاريخية، ويستطيع إبداء وجهة نظره الإيجابية في الحادثة بصورة غير مباشرة، من خلال اختيار الأحداث وطريقة ترتيبها، دون أن يجعل من نفسه قاضيا على التاريخ.
14
وإذا نظر في تاريخ المسرح المصري - من خلال هذا التعريف - منذ بدايته وحتى عام 1906، فسيلحظ أن أقوى احتمال هو القول بأن معظم المسرحيات التي عرضت، أو التي نشرت في مصر في هذه الفترة لا ينطبق عليها تعريف المسرح التسجيلي. وهذا الحكم جاء بناء على دراسة سابقة؛
15
حيث إن المسرحيات في هذه الفترة تتنوع بين المسرحيات التاريخية، والمسرحيات المترجمة، والمسرحيات الكوميدية، والمسرحيات المعتمدة على التراث الشعبي ... إلخ الأنواع المسرحية التي لا تعزى للمسرح التسجيلي.
ويشذ عن هذا الأمر مسرحية واحدة هي مسرحية «أدهم باشا»،
16
من الممكن تجاوزا أن يطلق عليها مسرحية تسجيلية بناء على ما بين يدي الدراسة من أخبار عنها؛ ففي مارس 1897 نشبت الحرب بين تركيا واليونان، وانتهت بانتصار تركيا بقيادة أدهم باشا،
17
وبعد انتهاء الحرب بقليل مثلت مسرحية باسم «أدهم باشا» في بعض الأقاليم المصرية؛ ظهرت فيها قوة ومهارة الباشا في هزيمة اليونانيين، مما أثر على نفسية الجالية اليونانية في مصر، فحدثت مشاكل بينها وبين من قاموا بتمثيل هذه المسرحية. وفي سبتمبر 1897، عزمت جمعية الاتحاد على تمثيل المسرحية مرة أخرى بالمنصورة، فنبهتها جريدة المقطم إلى عواقب ذلك، وطالبتها بحذف ما يجرح مشاعر اليونانيين منها. وفي يناير 1898، أرادت جمعية السراج المنير تمثيل المسرحية بالمسرح العباسي بالإسكندرية، ولكن محافظ المدينة وحكمدارها منعا تمثيلها رعاية لمشاعر الجالية اليونانية في الإسكندرية.
صفحه نامشخص