ووجما في ذهول وانزعاج، وهتف حسنين وهو لا يدري قائلا: توفي أبي! .. مستحيل!
وغمغم حسين وكأنه يحدث نفسه: كيف؟! لقد تركناه منذ ساعتين في صحة جيدة وهو يتأهب للخروج إلى الوزارة.
فصمت الناظر قليلا ثم سألهما برقة: ماذا يعمل أخوكما الأكبر؟
فقال حسين بعقل غائب: لا شيء.
فتساءل الرجل: أليس لكما أخ آخر موظف، أو شيء من هذا القبيل؟
فهز حسين رأسه قائلا: كلا.
فقال الرجل: أرجو أن تتحملا الصدمة بقلوب الرجال، واذهبا الآن إلى البيت، كان الله في عونكما.
2
وغادرا المدرسة إلى شارع شبرا يلتمسان طريقهما خلل الدموع. وكان حسنين أسرعهما إلى البكاء، فأراد حسين أن ينهره في حال عصبية، ولكن أفحمه البكاء، واختنق صوته، فلم ينبس بكلمة. وعبرا الطريق إلى الجانب الآخر، وحثا خطواتهما قاصدين عطفة نصر الله على مسيرة دقائق من المدرسة. وتساءل حسنين وهو ينظر إلى شقيقه كالمستغيث: كيف مات؟
فهز حسين رأسه واجما وتمتم: لا أدري. لا أستطيع أن أتصور. لقد تناول فطوره معنا، وتركناه في صحة جيدة. لا أدري كيف وقع هذا.
صفحه نامشخص