البداية والنهاية

ابن کثیر d. 774 AH
14

البداية والنهاية

البداية والنهاية

ناشر

مطبعة السعادة

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

تاریخ
سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ ﷿ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ١١: ٧ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ الْمَاءُ قَالَ عَلَى متن الريح قال والسموات وَالْأَرَضُونَ وَكُلُّ مَا فِيهِنَّ مِنْ شَيْءٍ تُحِيطُ بِهَا الْبِحَارُ وَيُحِيطُ بِذَلِكَ كُلِّهِ الْهَيْكَلُ وَيُحِيطُ بِالْهَيْكَلِ فِيمَا قِيلَ الْكُرْسِيُّ. وَرَوَى [١] عَنْ وَهْبِ ابن مُنَبِّهٍ نَحْوَهُ. وَفَسَّرَ وَهْبٌ الْهَيْكَلَ فَقَالَ شَيْءٌ من أطراف السموات يحدق بِالْأَرَضِينَ وَالْبِحَارِ كَأَطْنَابِ الْفُسْطَاطِ وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ مَنْ يَنْتَسِبُ إِلَى عِلْمِ الْهَيْئَةِ أَنَّ الْكُرْسِيَّ عِبَارَةٌ عَنِ الْفَلَكِ الثَّامِنِ الَّذِي يُسَمُّونَهُ فَلَكَ الْكَوَاكِبِ الثَّوَابِتِ. وَفِيمَا زَعَمُوهُ نَظَرٌ لِأَنَّهُ قَدْ ثبت أنه أعظم من السموات السبع بشيء كثير ورد الحديث المتقدم [٢] بان نِسْبَتَهَا إِلَيْهِ كَنِسْبَةِ حَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ وَهَذَا لَيْسَ نِسْبَةَ فَلَكٍ إِلَى فَلَكٍ. فَإِنْ قال قائلهم فنحن نَعْتَرِفُ بِذَلِكَ وَنُسَمِّيهِ مَعَ ذَلِكَ فَلَكًا فَنَقُولُ الْكُرْسِيُّ لَيْسَ فِي اللُّغَةِ عِبَارَةً عَنِ الْفَلَكِ وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السلف بَيْنَ يَدَيِ الْعَرْشِ كَالْمِرَقَاةِ إِلَيْهِ. وَمِثْلُ هَذَا لا يكون فلكا. وزعم أن الكواكب الثوابت مرضعة فيه لا دَلِيلَ لَهُمْ عَلَيْهِ. هَذَا مَعَ اخْتِلَافِهِمْ فِي ذَلِكَ أَيْضًا كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ فِي كُتُبِهِمْ والله أعلم ذِكْرِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ لَوْحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَفَحَاتُهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، قَلُمُهُ نُورٌ وَكِتَابُهُ نُورٌ للَّه فِيهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ وَثَلَاثُمِائَةِ لَحْظَةٍ يَخْلَقُ وَيَرْزُقُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ» وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي مُقَاتِلٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «إِنَّ فِي صَدْرِ اللَّوْحِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ دِينُهُ الْإِسْلَامُ وَمُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَمَنْ آمَنَ باللَّه وَصَدَّقَ بِوَعْدِهِ [٣] وَاتَّبَعَ رُسُلَهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» قَالَ «وَاللَّوْحُ المحفوظ لَوْحٌ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ. طُولُهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَعَرْضُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَحَافَّتَاهُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ، وَدَفَّتَاهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ، وَقَلَمُهُ نُورٌ، وَكَلَامُهُ مَعْقُودٌ بِالْعَرْشِ، وَأَصْلُهُ فِي حِجْرِ مَلَكٍ» وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُ مِنَ السَّلَفِ «اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ فِي جَبْهَةِ إِسْرَافِيلَ» وَقَالَ مقاتل هو عن يمين العرش

[١] قوله وروى اى ابن جرير [٢] (قوله ورد الحديث المتقدم) هكذا بالأصول وهو تعليل لما قبله فالصواب فقد ورد إلخ (محمود الامام) [٣] قوله بوعده في نسخة موعده.

1 / 14