أما الشيخ سالم بن يعقوب الذي يرجع إليه الفضل في اكتشاف المخطوط والذي مهد الكثير في سبيل نشره وتحقيق نصه فيرى أن المؤلف الذي اثبتنا اسمه بأنه ابن سلام بن عمر أو (عمرو) بن تمطنين اللواتي، هو العالم الفقيه لواب بن سلام الذي عاش في المائة الثالثة للهجرة (التاسعة م)، وأصله من بلد أغرمينان على بعد حوالي 15 كلم شرقي مدينة جادو في إحدى أودية جبل نفوسة. لكن الشماخي لم يدعم القول بأن الإسميين ينسبان إلى شخص واحد. وقد كان يعتمد في أخباره عن لواب بن سلام على كتاب الدليل لأبي يعقوب الورجلاني (ت 570 ه/ 1174-1175 م) وعلى سير مقرين بن محمد البغطوري الذي أتم كتابه عام 599 ه/1203م (6). وهذان الكتابان ورسالة في الفرق لأبي عمرو السوفي (عاش في النصف الأول للقرن السادس هت/الثاني عشر م)، أقدم ما لدينا من المصادر المخبرة عن لواب(7). لكن في كل هذه النصوص الثلاثة لا ترد نسبة "اللواتي" عند ذكرها للواب، كما لانجد فيها أسماء أجداده يعني الأسماء التي تتبع اسم أبيه سلام. أما الرسالة التي تقدمت الإشارة إليها عند ذكر سلام بن عمرو اللواتي فقد ذكر لواب بن سلام في سرد تلك الرسالة لشيوخ الإباضية نسبا له بوضوح إلى قبيلة نفوسة(8).
ولا نجد اسما من الأسماء المذكورة حول شخصية المؤلف في كتاب ابن سلام عند ذكر الأخبار المتعلقة بالفقيه لواب بن سلام. أما ميري التي جاء منها سدرات صاحب ابن سلام في رحلته إلى مصر فتقع غير بعيد عن أغرمينان التي نشا فيها لواب، وكلا البلدين في ناحية جادو. لكن هذا لا يكفي ليثبت أن لواب هو مؤلف الكتاب ولا يعزز ذلك الخبر الذي يشير إلى التقدير الكبير الذي كنه لواب للحسن البصري، ذلك الذي يتكرر ذكر اسمه في كتاب اين سلام. ومع ذلك فإننا لا نريد هنا إهمال الخبر المذكور الذي ننقله عن كتاب مقرين البغطوري المخطوط(9):
صفحه ۴۰