بحث في صيغة أفعل بين النحويين واللغويين واستعمالاتها في العربية
بحث في صيغة أفعل بين النحويين واللغويين واستعمالاتها في العربية
ناشر
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ژانرها
تسقط في مضارعه لئلا تجتمع همزتان فيقول: أنا أريق وأصله أؤريق١، فمن العرب من يزيد بين حرف المضارعة وبين الراء هاء ساكنة عوضا من الهمزة التي تسقط لأن الهاء ليست تستثقل مع الهمزة فيقولون أنا أهريق٢. وزعم سيبوبه أن هذه الهاء عوضٌ من ذهاب حركة العين المعتلة، وإنما قال ذلك لأنهم زادوا الهاء في الماضي أيضا فقالوا: أهراق ولم تحذف من الماضي همزة فتكون عوضا منها فلما جرى ذلك في الماضي، والمستقبل جعل علتهما واحدة، وشبهها بالسين التي في اسطاع يستطيع ٣ إنما هي من أطاع يطيع، فمن العرب من يقول في المستقبل: يهريق فيفتح الهاء على فتحة الهمزة التي حذفها؛ لأنها مفتوحة ومنهم من يقول: يهريق. فمن حركها فلا شك في أنه جعل لها الهاء عوضا من الهمزة، ومن أسكنها فعلى ما قاله سيبوبه.
وأما الهاء التي في الفعل الماضي فلا يحركونها مع الهمزة في قولهم: أهراق، لأنها ليست ببدل من الهمزة، ومن جعل الهاء في هراق بدلا من الهمزة التي في أراق ٤ ... أبدلها أيضا في الأمر منها فقال: هرق كما قال الراجز (رؤية) .
يأيها الكاسر عين الأغضن ... والقائل الأقوال ما لم يلقِني
هرق على خمرك أو تبين
فتوهم ثعلب أن هاء هرقت وهاء هرق في الأمر من نفس الكلمة، فأدخل هرقت في باب فعلت بغير ألف، وهو خطأ.
وقف وأوقف قال ابن درستويه٥ وكذلك قوله: وقفت الدابة، وقفت وقفا للمساكين، وقفت أنا، لا يجوز أن يكون الفعل اللازم من هذا النحو، والمجاوز على لفظ واحد في النظر والقياس؛ لما في ذلك من الإلباس وليس إدخال الإلباس في الكلام من الحكمة والصواب، وواضع اللغة ﷿ حكيم عليم، وإنما اللغة موضوعة للإبانة عن المعاني، فلو جاوز وضع لفظ واحد للدلالة على معنيين مختلفين، أو أحدهما ضد الآخر لما كان في ذلك إبانة، بل كان تعمية وتغطية، ولكن قد يجيء الشيء النادر من هذا لعلل، كما يجيء فعل وأفعل فيتوهم من لا يعرف العلل أنهما _________ ١ انظر ليس لابن خالوية ص ٤٦. ٢ انظر اللسان، وإبدال ابن السكيت ص ٢٥. ٣ انظر اللسان، وابن يعيش جـ١٠ ص٥. ٤ انظر الجمهرة جـ٣ ص٤٣٨، والممتع لابن عصفور جـ ١ ص٣٩٩، وما اختلفت ألفاظه واتحدت معانيه ص٣٢، والتصريف الملوكي ص٤٤. ٥ انظر تصحيح الفصيح جـ١ ص ١٦٦ تحقيق عبد الله الحبوري طبعة بغداد.
وقف وأوقف قال ابن درستويه٥ وكذلك قوله: وقفت الدابة، وقفت وقفا للمساكين، وقفت أنا، لا يجوز أن يكون الفعل اللازم من هذا النحو، والمجاوز على لفظ واحد في النظر والقياس؛ لما في ذلك من الإلباس وليس إدخال الإلباس في الكلام من الحكمة والصواب، وواضع اللغة ﷿ حكيم عليم، وإنما اللغة موضوعة للإبانة عن المعاني، فلو جاوز وضع لفظ واحد للدلالة على معنيين مختلفين، أو أحدهما ضد الآخر لما كان في ذلك إبانة، بل كان تعمية وتغطية، ولكن قد يجيء الشيء النادر من هذا لعلل، كما يجيء فعل وأفعل فيتوهم من لا يعرف العلل أنهما _________ ١ انظر ليس لابن خالوية ص ٤٦. ٢ انظر اللسان، وإبدال ابن السكيت ص ٢٥. ٣ انظر اللسان، وابن يعيش جـ١٠ ص٥. ٤ انظر الجمهرة جـ٣ ص٤٣٨، والممتع لابن عصفور جـ ١ ص٣٩٩، وما اختلفت ألفاظه واتحدت معانيه ص٣٢، والتصريف الملوكي ص٤٤. ٥ انظر تصحيح الفصيح جـ١ ص ١٦٦ تحقيق عبد الله الحبوري طبعة بغداد.
50 - 51 / 278