1
ليس من الصعب معرفة ما كان يدور في أذهان الشبان المصريين الذين ابتلعتهم مياه
البحر الأبيض المتوسط
طوال سنوات التسعينيات من القرن الماضي والعشر الأول من القرن الجديد، أثناء محاولة التسلل إلى البلاد الأخرى؛ فلن يتعدى الحلم بالعمل والسكن والحياة الكريمة. لكن الأمر لم يكن كذلك في عام 1969م، رغم الآثار التي تركها العدوان الإسرائيلي قبل عامين.
فارق آخر، هو أن الخروج في الستينيات كان شديد الصعوبة على عكس الدخول (إلى البلدان الأخرى) ثم تبدل الحال إلى النقيض في التسعينيات.
ما كان يدور في رأس
صادق الحلواني - وهو في الجو وليس الماء - لم يكن حلما بالعمل والسكن والحياة الكريمة (فهو يشغل عملا محترما في مكتب
القاهرة
لوكالة الأنباء الألمانية، ويقيم في شقة مفروشة بحي
الزمالك ) وإنما كان حلما ثقافيا. ولا نقصد بذلك ما يقبع بين أغلفة الكتب وجدران الجامعات. ما نقصده سيتضح بعد قليل.
صفحه نامشخص