تأتين معنا؟ ضحكت الفتاة وواصلنا السير إلى الميدان.
التقينا المجري وزوجته فسألناهما عن مكان الحفل الموسيقي، أشارا إلى نهاية الشارع.
وجدنا المكان في
الرات هاوس ، دار البلدية. وهو مبنى حديث. دخلنا إلى قاعة واسعة جيدة الإضاءة. جلسنا فوق مقاعد خشبية خلف صف من البولنديين لوحت الشمس وجوههم. قال
هانز : إن الفرقة التي ستعزف ممتازة رغم أنها من فرق الأقاليم.
ظهرت الفرقة مكونة من فتاتين وأربعة شبان. بدءوا يعزفون مارشات موسيقية، ثم غنت فتاة مع شاب أغاني من نوع: «غابة
تورينجيا
كم هي جميلة!» ثم قدما فاصلا من النكات.
كان العازفون أربعة؛ الفتاة الأخرى على جيتار، وشاب وسيم أحمر الوجه على ماندولين، وآخر بدين أسمر على آلة كالقانون، ورابع على الأكورديون. وكان عازف الماندولين يقف في الخلف ويحاور عازف القانون. وبينما كانت فتاة الجيتار تغني بصوت جاف تحاول أن تجعله عاطفيا أغنية عن مزايا السفر، ضحك عازف الماندولين فجأة بصوت عال. واستعاد العازف الشاب جمود وجهه وجعل يعزف بهدوء كأن شيئا لم يحدث. ثم فجأة غمز بعينه وضحك أحد الجالسين وسرعان ما ضحك الجميع.
ومنذ هذه اللحظة أصبح انتباهنا كله مركزا على عازف الماندولين، الذي كانت تعابير وجهه تسخر من الأغاني ومن الموسيقى ومن الجالسين الذين استمتعوا بالأمر.
صفحه نامشخص