فتساءل أحمد ذاهلا: وحدك؟
فهزت رأسها نفيا، وقالت بالبساطة نفسها: معك.
فضحك معلنا عدم تصديقه، ولما وجدها جادة جدا سألها: وهل وافقت؟ - نعم، ولكن دون حماس.
لم يدر كيف يصدق هذا كله. أما هي فاستطردت: قالت لي: ابتعدي عن هذا الولد؛ إنه كالآخرين، وأهله كبقية الجيران.
وشعر بأنه مطارد. ووقف طرفه الحائر عند رأس نعامة سارحة في الفضاء من فوق الحاجز الحديدي.
ثم قال بقلق: إذن هي تعلم أننا هنا معا! - وراهنتني على أنك ستخيب رجائي. - كيف؟ - من أدراني؟
بل هي تدري، ولكنها تظاهرت بالاهتمام بالقرود، ثم وقفت فوق قنطرة تتأمل الماء المسقوف بأوراق الشجر، واقترحت أن يعدوا حتى الجبلاية، ولكنه شد على يدها قائلا: خبريني!
فنظرت في عينيه بجرأة، وقالت: أنت لا تصدق أنها تعرف أننا هنا، ولكنك تعلم بزواج أخيك الأكبر من ثلاث في وقت واحد!
فاحمر وجهه وقال: هو حر. - لا تغضب من فضلك، فغضبك يؤكد ظنها، هل عرفت الآن ما سألت عنه؟
وداخله حزن. الواقع فاق ما تخيله، إنهما من عالمين بعيدين. ورغم ذلك ازداد بها هياما.
صفحه نامشخص