عادت تلح في السؤال: هل تعرفه جيدا؟
حرت في الإجابة، وجذبت هي باب السيارة وهي تقول: اركب معي. سأوصلك.
9
كان الطلق الناري قريبا للغاية ومفاجئا حتى أوشكت كأس الويسكي أن تقع من يدي. وكنت جالسا في الصالة مع وديع نشاهد فيلما فرنسيا في التليفزيون.
قال وديع دون أن يرفع عينيه عن التليفزيون: الطابق الأعلى في الغالب.
وضعت كأسي على الطاولة وأنا أتساءل: ماذا تظن؟
هز كتفه وأجاب: أي شيء.
نهضت واقفا ومضيت إلى الشرفة فجذبت بابها. وخطوت إلى الخارج فلفح الهواء البارد وجهي. ووقفت أتأمل الشارع الهادئ الغارق في الظلام. وألقيت نظرة على ساعتي فوجدتها تشير إلى منتصف الليل.
شعرت بوديع خلفي وسمعته يقول بصوت خافت: أفضل شيء في هذه الظروف ألا نفعل شيئا على الإطلاق.
استدرت عائدا إلى الداخل، فتبعني وهو يضيف: ليست هذه أول مرة، ولن تكون الأخيرة. منذ شهرين فقط دق ثلاثة من المسلحين باب المسكن الذي يجاورني مباشرة. وعندما فتحه شاغله أطلقوا عليه الرصاص. كان من الشيوعيين العراقيين.
صفحه نامشخص