قلت: إلى المنزل.
قالت وهي تتقدمني إلى خارج الغرفة، وتغلق بابها بالمفتاح وراءنا : وأنا أيضا.
سألتها: أين تسكنين؟
قالت: في المنطقة الشرقية.
تطلعت إليها مبهوتا فضحكت قائلة: استغربت؟ - يعني تعودين إلى هناك في المساء وتأتين في الصباح؟
قالت ونحن نخرج إلى الشارع الذي حفل بالأضواء والمارة: لا تنس أنها مدينة واحدة. أثناء الحرب كنت آتي أيضا إلى هنا كل يوم. أترك أهلي في بلوزة وجيبة أو فستان، وبمجرد وصولي ألبس الأوفرول العسكري وأحمل الكلاشينكوف. وبالليل أغير ملابسي قبل أن أعود إلى أهلي. - هل هم ...؟ - أجل، موارنة متعصبون. - أنت مثل زياد الرحباني إذن؟ - زياد كان متمردا على أمه. - وأنت؟ - أنا متمردة على الوضع كله.
فتحت حقيبة يدها وأخرجت سيجارة. وحانت مني نظرة إلى محتوياتها فلمحت فوهة مسدس صغير الحجم.
أشعلت لها سيجارة، وأشعلت واحدة لي. وتقدمنا من سيارة فولكس فاجن قديمة.
سألتني فجأة: هل تعرف وديع من مدة؟
قلت: كنا في المدرسة معا؟
صفحه نامشخص