أغلق إبراهيم الباب، ثم دار حول السيارة وفتح الباب المجاور للميا. تحركت هي نحوي حتى التصقت بي، مفسحة له مكانا. وجلس شاهرا مسدسه.
قالت لي لميا بالإنجليزية عندما تحركت السيارة: كنت أنوي التخلص من عظمته في نهاية الشهر. لكن يبدو أنه ما زالت هناك حاجة إليه.
انطلق السائق عبر شبكة من الشوارع المتقاطعة، تنفيذا لتعليمات إبراهيم الذي لم يغفل عن مراقبة السيارات القادمة من خلفنا، حتى بلغنا المنزل.
وقبل أن تتوقف السيارة تماما كان أبو خليل قد فتح بابها وقفز إلى الرصيف ومسدسه في يده. وفعل المسلح مثله، ووقف إلى جوار السيارة رافعا مدفعه إلى صدره، وإصبعه على الزناد.
غادرنا السيارة وتقدمنا من المبنى في حماية المسدس والكلاشينكوف. وانضم إلينا اثنان من المسلحين الواقفين في مدخله. صعدنا الدرج الرخامي العريض، ثم اجتزنا الردهة الداخلية. وأخذ إبراهيم مفتاح المصعد من لميا، واستقله بمفرده حتى الطابق الأخير ليتأكد من خلوه من المتفجرات.
هبط المصعد بعد دقائق، فأخذناه أنا ولميا إلى مسكنها. وقادتني إلى الغرفة التي جلست فيها المرة السابقة وتركتني.
اتجهت إلى المكتبة ووقفت أتأمل محتوياتها، ورأيت الرف الذي كان يحمل صورة عدنان خاليا. واكتشفت أن الصورة موضوعة على الأرض، إلى جانب المكتبة، ووجهها إلى الحائط.
جذبت مجلدا سميكا غريب الشكل، فوجدته قاموسا للغتين العربية والعبرية. قلبت في صفحاته إلى أن أقبلت لميا. ولاحظت أنها أضافت طبقة جديدة من الكحل إلى عينيها، فبدتا أكثر اتساعا.
قالت: الأكل جاهز يا بيه.
أعدت القاموس إلى مكانه وتبعتها إلى صالة رحبة، علقت فوق جدرانها قطع السجاد، وصوان ضخمة من الفضة المنقوشة بالزخارف الإسلامية. واستقرت وسطها مائدة خشبية كبيرة، صف حولها عدد كبير من المقاعد.
صفحه نامشخص