بین دین و فلسفه: در نظر ابن رشد و فلاسفه قرون وسطی
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
ژانرها
36
وبالرجوع إلى أبي حيان في كتابيه المذكورين آنفا، نجده يصف شيخه السجستاني بأن كان من بين المعنيين بالفلسفة في عصره، كان «أدقهم نظرا، وأصفاهم فكرا ، وأظفرهم بالدرر.»
37
وكذلك نجد أن أحد تلاميذه وهو الطبيب المعروف بفيروز يقول له: «أيها السيد، والله ما نجد شفاء لداء الجهل إلا عندك، ولا نظفر بقوت النفس إلا على لسانك، ولا نعلم يقينا إلا بحسن تعريفك.»
38
وأنه أخيرا كان يعيش إلى سنة 391ه.
39
كما نعرف من المقابسة رقم 64 أن الروح التي كانت تسود أبا سليمان ومن يلتفون حوله من علماء العصر ومفكريه، لا يسأل أحد عن بلده ولا عن ملته، كانت مستمدة من حكمة يرجعها أبو سليمان نفسه إلى أفلاطون، وهذه الحكمة تتلخص في أن الحق لم يصبه واحد وحده، بل في كل رأي نصيب منه قل أو كثر؛ ولهذا لا معنى للتعصب لمذهب على مذهب، ومن ثم أيضا ليس من المعقول أن يقوم خلاف بين الدين والفلسفة.
40
على أن الخوف من رجال الدين ومن يتأثرون بهم من العامة وأمثالهم، كان له أثره في أبي سليمان وأصحابه، وذلك أنه بينما كانوا أحرارا في تفكيرهم وجدلهم في مجالسهم الخاصة بهم، كانوا حذرين من أن يعرف ما لا يتفق والروح الدينية السائدة في العصر.
صفحه نامشخص