فعادو السيد الجلوس قائلا وهو يلوح بيديه في يأس: إلا جسدي! ... بجسدي عفاريت من نوع آخر لا يجدي معها البخور، الأمر أجل وأخطر.
فضربت المرأة صدرا ناهضا كالقربة وهتفت: ولكني أحيي حفلات أفراح لا حفلات زار!
فقال السيد برجاء: سنرى إن كان لدائي عندكم شفاء!
وساد الصمت قليلا فجعلت السلطانة تنظر إليه فيما يشبه التفكير، وكأنما تستخبره عن سر حضوره، وهل جاء حقا للاتفاق على إحياء ليلة كما قال للخادم ؟ ... وغلبتها الرغبة في الاستطلاع فسألته: فرح أم ختان؟
فقال السيد باسما: لك ما تشائين! - عندك مختون أم عروس؟ - عندي كل شيء.
فأنذرته بنظرة كأنما تقول له: «كم أنت متعب!» ثم تمتمت في تهكم: نحن في خدمتك على أي حال.
فرفع السيد يديه إلى قمة رأسه في هيئة تنم عن الشكر، وقال بوقار يناقض نواياه: عظم الله قدرك ... بيد أنني ما زلت مصرا على أن أترك لك الاختيار!
فتنهدت في غيظ بالدعابة أشبه وقالت: إني أفضل أفراح العرائس بطبيعة الحال! - ولكني رجل متزوج ولا حاجة بي إلى زفة من جديد!
فصاحت به: يا لك من رجل مهذار ... إذن فليكن ختانا. - ليكن ...
وتساءلت وهي تحاذر: وليدك؟
صفحه نامشخص