62

فاغرورقت عيناها وقالت:

لا تلمني فإن قلبي أضحى

لك عبدا مقيدا بهواكا

ليتني أستطيع أن أقلاكا

أو لو اني أحب شخصا سواكا

يا حديد الفؤاد ليتك تدري

ما أسالت بمهجتي عيناكا - مكسيم، مكسيم، عد يا حبيبي إلي، وأشفق علي، وارحم فؤادي الكسير، صلني زمنا يسيرا، فأرد إليك حبيبتك السعيدة. - إن الموت أحب إلي من ذلك. - كفاني ما ألاقي من جفاك، إنني أنكب على قدميك، وأطلب لطفك ورضاك.

وكانت أعصابها ترتجف وقلبها يخفق، فأثر علي أن هذه المرأة التي لم تركع إلا لله - عز وجل - أراها تركع على هيكل الغرام، وأن هذه السيدة الغنية بالمال والجمال تطلب إلي حبي بذلة الفقراء فقلت: أسامحك بشرط أن تستدعي أختك إلى باريس.

فوقفت من فورها بسرعة وقالت: لا، لا، هذا لا أقدر عليه، إنني أقلاك، وسوف ترى مني العجب، قالت هذا، وخرجت تعدو على غير هدى.

الفصل الخامس

صفحه نامشخص