بين الدين والعلم

اسماعیل مظهر d. 1381 AH
184

بين الدين والعلم

بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء

ژانرها

وعلى هذا الحال مع دكتور «وودرو»

Woodrow

فإنه حوالي سنة 1857 عين أستاذا للعلم الطبيعي من حيث علاقته «بالدين المنزل» في المعهد المشيخي بكولومبيا في كارولينا الجنوبية. وكان رجلا نصرانيا مخلصا للنصرانية. كما أن تعليمه قد قاده إلى انتحال المذهب المشيخي في الدين. ولقد تزود بقدر كبير من المقدرة على الدرس العلمي وزار أوروبا، وأكب على دراسة المسائل الأساسية في العلم والتي كانت موضع السجال والمناقشة في ذلك الحين، فاعتنق عن يقين وعقيدة المبادئ الأساسية في النشوء على قاعدة الانتخاب الطبيعي. على أنه سرعان ما احتدم أوار معركة كبرى ؛ فإن حركة معادية له أخذت في الظهور والتكون ونمت شيئا بعد شيء، حتى إنه على الرغم من الجهود التي بذلها في سبيله دكاترة المعهد وأساتذته وأقلية من رجال المذهب المشيخي خصوا بسعة العقل ورجاحة الحكم، عصفت من حوله رياح المحافظين التي أثارها رجال من مختلف المعاهد المشيخية، أقصته عن مركزه العلمي.

إن هذه التجربة التي جربها الإيمان بفضل البروتستانتية الأمريكية، قد رنت أصداؤها في جو الكثلكة الإسبانية. ففي سنة 1878 نشر إسباني من رجال المستعمرات المشتغلين بالعلم هو الدكتور «شيل ي مارانجو»

Dr. Chil y Marango

مؤلفا عن جزر الكاناري. غير أن الدكتور «شيل» - لسوء حظه - قد ضمن مقدمة الكتاب استعراضا لخص فيه نظرية النشوء، وذكر بعض البراهين التي عثر بها في جزيرة الكاناري عما كان في الأزمان القديمة من بربرية الإنسان البدائي. ولقد فزعت السلطات الكنسية، وعلى رأسهم الأسقف «أوركوينا ووناي بيدوت»

Urquinaona y Bidot

من الاستكشاف الجديد، معلنا في حماسة أنه «خطأ فاضح بعيد عن التقوى»، ولقد صدرت الأوامر إلى كل الذين كانوا يحوزون نسخا من الكتاب أن يسلموا كل النسخ التي لديهم للسلطات الكنسية، كما طرد المؤلفات من حظيرة الكنيسة.

غير أن هذه الصور العدائية يمكن أن تعتبر آخر صور الحمى التي انتابت النظرية اللاهوتية ورجالها. والدليل على هذا أن جامعة واشنجطون الحديثة بأمريكا قد أعلن من ناحيتها قوال تؤيد النظرية الجديدة، كما أن جامعات كثيرة في العالمين القديم والحديث قد تقبلت نظرية النشوء بالانتخاب الطبيعي، وأكب رجالها على المذهب يدرسونه بما يستحق من العناية والتقدير. وفضلا عن هذا فإنه من الظاهر الجلي أن رجال الكنيسة العظام لم يقفوا فقط سير المعركة التي دارت ضد العلم، بل عملوا في أمانة وإخلاص؛ لكي يضعوا قواعد جديدة للتوفيق بين الناحيتين. ففي محاضرتين لهما منزلتهما وخطرهما، ألقاهما في كنيسة «روتشدايل» سنة 1892 المحترم «ويلسون»

Wilson

صفحه نامشخص