بين الدين والعلم
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
ژانرها
Sentences
أبعد ما يكون اقتناعا وقوة في تصوير الفكرة الكنسية، مبينا الفرق بين الحيوانات التي تنشأ من الجيف والحيوانات التي خلقت من التراب والماء؛ ليقول بعد ذلك بأن الحيوانات الأولى خلقت «بالقوة»، وأما الثانية فخلقت «بالفعل»!
وفي القرن التالي تناول القديس «توماس أكويناس» هذه الفكرة وعلى يديه صبت في قالبها الأخير. ففي كتابه المسمى
Sumna Theologia
الذي لا يزال معتبرا حتى الآن أثمن ما أخرج الكاتبون في العصور الوسطى، تراه يقبل مذهب أن صنوفا خاصة من الحيوانات قد تنشأ من أجسام منحلة نباتية وحيوانية، ويعلن في صراحة أنها إنما تتكون خضوعا لكلمة الله، إما بالفعل وإما بالقوة. ثم يتوسع في هذه الفكرة مثبتا «أنه ما من شيء خلقه الله بعد ستة الأيام الأولى من أيام الخلق فكان جديدا بمعنى الجدة، بل لا بد من أن يكون مندمجا في الأعمال التي تمت في تلك الستة أيام» وأنه «حتى الأنواع الجديدة - إذا ظهر شيء منها - فلا بد من أن تكون قد وجدت في خصائص معينة، كما تستحدث بعض الحيوانات من المواد المنحلة.»
على أنك تجد أن التفريق الحاصل بين الخلق بالفعل والخلق بالقوة، أو الخلق بالمادة والخلق بالصورة، قد نماها وكثرها أصحاب التعليقات من بعد ذلك. فقد قال «كورنليوس ألابيدا»
Cornelius a Lapide
إن بعض الحيوانات لم تخلق «إطلاقا» بل «بالاشتقاق». وبعد ثلاثة قرون أخذ «أوغسطينوس أيوغيبينوس»
Augustinus Eugubinus
هذه الفكرة وتوسع فيها فقال بأنه بعد أن دعت القوة الخالقة الأرض والماء إلى الوجود، خلق الله القادر الضوء، وهو الأداة التي استخدمت في كل ما تلا ذلك من أعمال الخلق، وأن الضوء دعا من بعد ذلك كل الأشياء إلى الوجود فوجدت.
صفحه نامشخص