بين الدين والعلم
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
ژانرها
الخاص بهم، قانعين بأنه من الضروري أن يعتقدوا بأن كل الأشياء المنظورة وغير المنظورة قد خلقت من لا شيء، وفي ستة أيام سويا، ولم يكن رؤساء الدين من تابعي الكنيسة الرومانية بأقل عنادا من مصلحي البروتستانت إزاء القول بضرورة الاعتقاد في صحة قصة الخلق الموسوية كما يقولون، ولقد ظلت هذه الروح سائدة روع الناس؛ حتى إن طائفة السوربون اللاهوتية قد أجبرت «بافون»، في أواسط القرن الثامن عشر - وكان قد بدأ يقرر أوليات جيولوجية بسيطة - أن يكتب وينشر في الناس إنكارا مشينا جاء في نهايته: «إني أرجع عن كل شيء جاء في كتابي خاصا بتكوين الأرض، وعلى وجه عام كل ما يمكن أن يكون مناقضا لقصة موسى.»
وبعد أن فرغ اللاهوتيون من تقرير طريقة الخلق، ومادته والزمان الذي استغرقه، رجعوا إلى الكلام في تحديد التاريخ الذي وقع فيه الخلق.
إن سلسلة الجهود الطويلة التي بذلها رجال خصوا بأوسع المدارك وأرجح الأحلام، من «إيوسبيوس»
Eusebius
إلى يوشر
Usher
في سبيل تحديد التاريخ الذي وقع فيه الخلق، قد تركت الكلام فيها إلى فصل آخر. ويكفي أن نذكر أن النتيجة الأخيرة التي وصلت إليها الأغلبية العظمى ممن يعتبرون أقدر الذين أكبوا على درس الأقوال التي جاءت في الكتاب المقدس، قد أسلمت إلى القول بأن الخلق قد وقع في زمان تعد سنوه بعدد عشري، ويقع حوالي سنة 4000ق.م وفي القرن السابع عشر ذكر الدكتور «جون ليتفوت»
John Lightfoot
وكيل جامعة كمبردج، ومن أشهر من نبغ ممن درسوا العبرانيات، أن نتيجة أبحاثه القصية المستفيضة في التوراة والإنجيل قد أدت به إلى حقيقة أن «السماء والأرض، والمحيط والمركز، قد خلقن معا وفي وقت واحد، حيث كان الغمام الكثيف مملوء بالماء وأن هذا العمل قد وقع، وأن الإنسان قد خلق بقدرة الثالوث الأقدس، في 23 أكتوبر سنة 4004 قبل الميلاد، حيث كانت الساعة التاسعة من الصباح» وكان هذا انتصارا لأسلوب «لاكتانتيوس»
Lactantius
صفحه نامشخص