وقفت أراقبه وأحصي عليه حركاته لأعرف إن كانت سانتي قد أخبرته.
ولم يفعل شوقي أكثر من أنه تجول في الشقة الجديدة وألقى عليها نظرة ما، ثم قال وهو يهز رأسه: الزمالك؟
وفهمت قصده فقلت: أيوه، بداية التحول إلى الأرستقراطية.
وجلسنا في حجرة الكتب، تمددت على الكرسي ذي المساند وجلس هو على كرسي المكتب، وأخرج من حافظته أوراقا كثيرة ومضى يكتب ويحدثني، كان في استطاعته دائما أن يكتب وهو يتحدث.
وكل كلمة من حديثه وزنتها، محاولا أن أجد لها معنى آخر غير ما يقصده دون جدوى، كان حديثه هو حديثه المعتاد، وطريقته هي هي لم تتغير.
وأدركت حينئذ أن الموضوع لا يزال إلى الآن بعيدا عن متناول تفكيره، ويا لغبائي! كيف كان بإمكانها أن تخبره، ولم تكن هناك فرصة للقائه أو الحديث معه؟
وكأن هذا لم يرضني، فوجدتني أدفعه دفعا رقيقا لينا لأن نخوض في سيرة سانتي، ووجدتني أفعل بطريقة خفية تكاد تخفى علي أنا نفسي.
وقلت له: الظاهر أن سانتي متزوجة.
فقال وهو يكتب، وأطراف شعره الخشن، وذرات الدخان الخارجة من فمه، وأظافره الكبيرة المدببة منهمكة في عملية الكتابة: آه!
وقلت في سري: لا بد أنها حدثته عن نفسها.
صفحه نامشخص