حيرتني هذه القصة.
كتبتها في صيف عام 1955م.
ونشرت بعضها تباعا في جريدة الجمهورية عام 1960م.
وأخيرا قررت نشرها هذا العام، فوإن كان بطلها هو «يحيى» إلا أنها وثيقة حية لفترة خطيرة من فترات الحياة في بلادنا، فترة لا أعتقد أن أحدا تناولها.
إن كانت تقليدية الشكل والطريقة، فالشكل مهما كان لا يتعدى دوره كشكل، والحقيقة تبقى حقيقة رغم أية طريقة تروى بها.
وإني لشديد الاعتزاز بهذا الجزء من عمري وعمر بلادي.
يوسف إدريس
مقدمة
لقد ظلمت هذه القصة (البيضاء) ظلما كبيرا، وللأسف فإن السبب في ظلمها هو أنها كانت فعلا متقدمة على التفكير السائد بين المثقفين اليساريين آنذاك، وبين تفكيرهم عالميا ومحليا اليوم؛ فقد كتبت في عام 56-58 ونشرت بضع طبعات، وها أنا ذا أعيد نشرها في طبعة خاصة لروايات الهلال الآن، الفرق إذن هو أربعة وثلاثون عاما.
اليوم لم تعد البيضاء اكتشافا مبكرا جدا لأحداث ومفهومات أصبحت هي القاعدة، ولكنها إذا وضعت في منظورها الزمني ممكن أن يعود لها بعض الإنصاف.
صفحه نامشخص