وارتبكت وأنا لا أعرف إن كان يجب علي أن أحزن أم أفرح أم أسخط لهذا الذي قالته.
وقلت لنفسي في النهاية: ها هي ذي تسمع خطاباتي وتحتفظ بها، وتغفر لي تهجمي عليها ومحاولاتي معها، ألا يكفيك هذا؟
وفي الثانية التالية كنت ثائرا على نفسي فقلت لها فجأة: بصراحة أريد أن أسألك سؤالا، أجيبيني عليه أرجوك، أجيبيني بالحقيقة.
قالت وهي تبتسم وكأنها تعرف ما هو ذلك السؤال: اسأل. - هل تحبينني يا سانتي؟
ولم يهمني البسمة التي أفلتت منها؛ فقد كنت أنتظر إجابتها على نار، وبيني وبين نفسي لم أكن أنتظر منها الكثير، بل أن تقول إنها تحبني. كنت أسأل السؤال ولا أريد أن أعرف سوى كيف تجيبني عليه.
قالت وهي تسدل جفنيها على عينيها: ولكنك تعرف إجابتي.
قلت: ولكن افرضي أني غير مقتنع بإجاباتك السابقة. أريد جوابا محددا وصريحا.
قالت وهي تضحك: إذن أنت أعز أصدقائي.
ولم أشأ أن أقول إني أسأل عن الحب لا عن الصداقة.
سكت محرجا، ولكني أدركت أني قد بلغت في حرجي إلى آخر حد، فلماذا لا أسألها عن كل ما يدور بخلدي. قلت: ولماذا تأتين إذن يا سانتي؟ ولماذا جئت اليوم؟
صفحه نامشخص