البیان و التبیین
م م - البيان والتبيين للجاحظ
ناشر
دار ومكتبة الهلال
محل انتشار
بيروت
فإنما هن سقيا الله» . وقال: «خير نساء ركبن الابل صوالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره. وأرعاه على بعل في ذات يده» .
مجالد عن الشعبي قال: قال رسول الله ﷺ «اللهم أذهب ملك غسان وضع مهور كندة» .
والذي يدلك على أن الله ﷿ قد خصه بالايجاز وقلة عدد اللفظ، مع كثرة المعاني، قوله ﷺ: «نصرت بالصبا وأعطيت جوامع الكلم» . ومما رووا عنه ﷺ من استعماله الأخلاق الكريمة، والافعال الشريفة وكثرة الأمر بها، والنهي عما خالف عنها، قوله: «من لم يقبل من متنصل عذرا، صادقا كان أو كاذبا، لم يرد علي الحوض» . وقال في آخر وصيته: «اتقوا الله في الضعيفين» .
وكلمته جارية من السبي فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا بنت الرجل الجواد حاتم. فقال ﷺ: «ارحموا عزيزا ذل، ارحموا عالما ضاع بين جهال» .
وقال: «سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن» .
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الأحاديث ستكثر عني بعدي كما كثرت عن الأنبياء من قبلي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله، فهو عني، قلته أو لم أقله» .
وسئلت عائشة ﵂ عن خلق رسول الله ﷺ فقالت: «خلق القرآن»، وتلت قول الله ﵎: (وإنك لعلى خلق عظيم) .
وقال محمد بن علي: أدب الله محمدا ﷺ بأحسن الآداب، فقال:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ
فلما وعى قال: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ.
حدثنا علي بن مجاهد، عن هشام بن عروة، قال: سمع عمر بن الخطاب ﵀ رجلا ينشد:
2 / 20