ومنه ذكر المساجد التي لا يجوز الاعتكاف فيها قال أبو بكر: عم المساجد { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } والاعتكاف جائز في جميع المساجد على ظاهر الآية. وأجمع أهل العلم أن الاعتكاف جائز في المسجد الحرام ومسجد الرسول عليه السلام ومسجد إيلياء. واختلفوا في الاعتكاف في سائر المساجد، فقالت طائفة: لا يجوز الاعتكاف إلا في مسجد نبي. وروينا عن علي بن أبي طالب أنه قال: لا اعتكاف إلا في مسجد الجامع. وقال الزهري: لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة تجمع فيه الجمعة، وبه قال الحكم بن عيينة وحماد بن أبي سليمان. وقالت طائفة: الاعتكاف جائز في جميع المساجد بظاهر الآية، هذا /140/ قول مالك بن أنس. وقال الشافعي: الاعتكاف في الجامع أحب إلينا، وإن اعتكف في غيره فمن الجمعة إلى الجمعة. وقال أحمد بن حنبل وأبو ثور وإسحاق بن راهويه: الاعتكاف في كل مسجد تقام فيه الصلاة، وهذا مذهب أصحاب الرأي.
صفحه ۱۶۸