بیان صریح
البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
ژانرها
قلنا: هو أي القبح من صفاته النفسية لا من صفاته المعنوية فلا يستدعي صفة يكون هو معلل بها، كما هو مذهب بعض القائلين بأن حسن الأفعال وقبحها لذواتها لا لصفات حقيقة قائمة بها، وهذا هو الجواب إنما يتجه على تقرير الآمدي.
وأما على تقرير الكتاب فينبغي أن يقال ليس يلزم من كون القبح ذاتيا أي مسندا إلى الذات الشيء أن يكون موجودا خارجيا حتى يمتنع وقوعه صفة لأمر عدمي لجواز أن لمقتضي ذات الشيء اتصافه بصفة اعتبارية يستحيل انفكاكها عنه، أويقوم القبح بكل حرف بشرط انضمام الآخر إليه، فقبحه لكونه جزء خبر كاذب، أو يقوم القبح بالمجموع لكونه كاذبا، فما هو جوابكم في قيام الكذب به فجوابنا في قيام القبح به.
ثم ذكر الرابع من المسالك التي ضعفها فقال:
الرابع: كونه أي كون الفعل قبيحا ليس نفس ذاته ولا جزء، ومنها لتعلقها دونه بل زائدة عليها وأنه موجود؛ لأنه نقيض للأقبح القائم بالمعدوم، فيلزم حينئذ قيام المعنى الذي هو القبح بالمعنى الذي هو الفعل.
قلنا: قد سبق الكلام على مقدماته فإن نقيض العدمي لا يجب أن يكون موجودا وارتفاع النقيض إنما يستحيل في الصدق دون الوجود، وأيضا لا نسلم امتناع قيام الغرض بالغرض إذا لم يقم عليه كما عرفت مع انتقاضه بالإمكان والحدوث، فإن هذا الدليل الذي أوردتموه على كون القبح أمرا موجودا جاز فيها مع كونهما اعتباريين.
صفحه ۹۲