بیان صریح
البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
ژانرها
وأما الظن والاعتقاد: فلا مدخل لهما في الوعد، والوعيد نقيض الوعد، فإذا عرفت ذلك فقد ظهر لك وجه حسن إخلاف الوعد منا لا من الله تعالى؛ لأن الوعيد منا عزم فلا جزم بغير ذلك العزم إلى غيره مع صدقنا في الخبر الأول، ولو قدرناه إخبارا عن نفس الفعل لا عن العزم حسن منا أيضا الإخلاف؛ لأن ترك ما توعد به حسن وإن كشف عن كذب الخبر الأول، وأما من الباري تعالى فلا يصح منه إخلاف الوعيد؛ لأنه يكشف عن الكذب والكذب لا يجوز على الله تعالى، وإنما قلنا: إنه يكشف عن الكذب؛ لأنه سبحانه يخبر لا عن ظن ولا اعتقاد، بل على القطع لعلمه بما سيكون، فإذا أخبر أنه سيفعل كذا على القطع فلم يقع انكشف كون ذلك الخبر كذبا لا محالة والكذب قبيح.
قلت: ويدل على صحة ما ذكره عليه السلام قول الله تعالى: { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ...} الآية. واللغو هو ...................أمر يظنه صدقا فينكشف خلافه.
قال الهادي عليه السلام: فأما اللغو فاليمين يحلف بها الحالف وهو يظن أنه صادق فيها ولا يكون الذي حلف عليه كما حلف.
وروى ابن أبي حاتم والبيهقي عن عائشة أنها كانت تقول: هو الشيء يحلف عليه أحدكم لا يريد منه إلا الصدق، وروى نحوه ابن جرير عن أبي هريرة وابن عباس.
ويدل على ذلك أيضا قول الله تعالى: { والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} يعني في أخبار اعتقادهم.
صفحه ۸۹