155

بیان صریح

البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح

ژانرها

فقه شیعه

فلو أنهم أجابوا بأن القدرة على الفعل لا تستلزم الوقوع فكان صحيحا لاعتبار علته، والوقوع لا يستلزم الجهل ولا الحاجة، وقد تقدم ما ذكرناه عن حميد الشهيد رحمه الله في شرح (العقيدة المنصورية) حيث قال: وكذلك الكلام في القبائح ونحوها ظلم والكذب وغيرهما، فإن أحدنا متى علم المضرة التي يوصلها الفاعل إلى غيره عارية عن جلب منفعة أو دفع مضرة أو استحقاق، أو ظن الوجهين الأولين أو أحدهما أو ما يقول مقام ذلك، فإنه يعلم أنها قبيحة، ومتى لم يعلم ذلك ولا يقوم مقامه فإنه لا يعلم أنها قبيحة... إلى آخر ما قال.

وكذلك ما تقدم لأصحابنا عند ذكر وجه القبح كما قال الإمام المهدي عليه السلام فلما كان العلم بالقبح يدور على العلم بكونه ظلما وجودا وعدما علمنا أنه المؤثر فيه، وكذلك الحكم في سائر القبائح العقلية، أعني أن العلم يقبحها يدور على العلم بالوجوه التي وقعت عليها وجودا وعلما. انتهى.

فإذا كان أحدنا يعلم غناه عن فعل بعض القبائح ويعلم قبحها ويعلم بالأولى، ويعلم بالضرورة قدرته على فعلها، فبالأولى العالم بكل شيء، القادر على كل شيء، سبحانه عن أن يوصف بالعجز عن شيء من المقدورات، وسبحانه عن أن يفعل شيئا من المقبحات، فهو الحكيم الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا

محمد وآله

وسلم

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

صفحه ۱۶۹