بیان صریح
البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
ژانرها
قلت: وقد صار بالوعد والوعيد في حكم الواجب، وإنما يتحاشى عن إطلاق الوجوب عليه تعالى من غير إذن منه بذلك، ولكن يقال: تعالى عن إخلاف وعد أو وعيد لما فيه من قبح الكذب، تعالى الله علوا كبيرا.
فإن قلت: فقد عاد الخلاف إلى الوفاق.
قلت: وقد قال في( المحيط): إن ......أعظم الشكر، وإذا كانت شكرا كان ثوابها تفضلا وإن وجب ذلك بالوعد والوعيد ولفظه: إلزامنا إياهم أن لا يكون عز وجل أنها تليق به العبادة حكمه ما تقدم؛ لأنه مالم يعرف عدله وحكمته لا يعلم حسن العبادة له، وإذا لم نعلم أنه منعم ليستحق الشكر فكيف نعلم أنه يستحق العبادة وهي غاية الشكر فلا يستحق إلا عليه النعمة، وكل هذه الوجوه يوردها شيوخنا، وغير ذلك من الآيات التي في القرآن، ومن ضرورات الإلزامات اقتدارا منهم على الكلام، وبيانا لهم أنهم كما قد خرجوا عن قضية العقل فكذلك طريقة موجبات السمع كما عرفت من دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة. انتهى بحروفه لما فيه من الفائدة المصرحة بأن العبادات شكر، وإذا كانت شكرا كان ثوابها تفضلا، فلزم ارتفاع الخلاف في أصل الثواب، وكذلك ارتفاعه بعد الوعد والوعيد كما سبق، وقد قيل: لا منافاة بين القول بأنها شكر وأن الشكر لطف.
وقد أشار إلى عدم التنافي السيد العلامة عز الدين بن محمد بن عز الدين المفتي رحمة الله عليه في كتابه المسمى ب(البدر الساري).
صفحه ۱۲۹