بیان صریح
البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح
ژانرها
والدليل على أن ذلك اتفاق العدلية على وجوب شكر المنعم بضرورة العقل؛ ولأن الملك إنما يحسن إلى أتباعه ليطيعوه ويمتثلوا أمره وينصروه إذا انتصر بهم، ويعظموه، ويعزروه، ويوقروه، وكذلك كل من أحسن إلى غيره من مالك أوأمير أو والد، وعلى قدر الإحسان يكون الشكر، فمن كانت النعمة عليه في إيجاده وهدايته ومالا يحصيه من النعم التي أن عدها لم يحصها ولا ينفك عن نعمته في جميع حالاته وكل أوقاته، فعليه أن يطيعه في جميع ما أمره به ونهاه عنه، ولم تكن هذه النعم إلا من الله فوجبت طاعته.
هذه الدلالة العقلية، وأما الدلالة السمعية: فأولها قول الله تعالى: {ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} فجعل وجه العبارة كونه الرب الذي خلق الخلق وجعل العبارة ترجيا بحصول التقوى.
وثانيها: قوله تعالى: {لعلكم تشكرون}.
وثالثها: تعليله بالعبارة بما ذكره من النعم في قوله: {الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} فنكر هذه الأوصاف المقتضية لوجوب عبادته ورتب العادة على النعمة وجعلها مسببة عنها.
صفحه ۱۱۴