وإغاثة اللهفات وبين من لا يدعو إلا الله مخلصًا له الدين لا يدعو مع الله أحدًا لكن يقول في دعائه أسألك بكذا وكذا فإن فعل الأول عنده كفر وخروج من الإسلام والثاني فعله مكروه عنده ومن فعله باجتهاد فلا ينكر عليه ولكن هذا المعترض أراد بهذا التلبيس والتمويه على خفافيش البصائر وإن كلام هؤلاء متناقض فالله يجزيه الذي هو أهله.
فصل: قال المعترض - بعد أن ذكر كلام الشوكاني في قوله: إن التوسل بأهل الفضل هو في التحقيق توسل بأعمالهم إذ لا يكون الفاضل فاضلا إلا بأعماله ورد السندي على الشوكاني هذا الكلام بأربعة وجوه ذكرها قال المكي: فانظر كيف أنكر على الشوكاني تقدير المضاف واستدلّ بالرّد عليه بوجوه أربعة كما نقلته آنفًا ثم وقع في تقدير المضاف في قوله، فإن المراد بالتوسل بالنبي ﷺ هو التوسّل بدعائه إلى كلامه.
ومقصوده بهذا أنهما من اتباع ابن تيمية وقد ناقض أحدهما الآخر، والجواب أن يقال: إذا كان السندي من أتباع ابن تيمية والشوكاني كذلك من أتباع ابن تيمية