وقال الفراء: بلى لا يكون إلا جوابًا عن مسألة يدخلها طرف من الجحد. وحكى عنه أنه قال: لو قالت الذرية عندما قيل لهم ألست بربكم، نعم، بدل قولهم بلى لكفروا كلهم.
وأما قولك: ذاك وذلك فإن الإشارة بذلك إنما تقع إلى الشيء القريب منك، وذلك إنما يستعمل فيما كان متراخيًا عنك.
وأما من وعن فإنهما يفترقان في مواضع كقولك: أخذت منه مالا، وأخذت عنه علمًا، فإذا قلت: سمعت منه كلامًا أردت سماعه من فيه، وإذا قلت سمعت عنه حديثًا كان ذلك عن بلاغ، وهذا على ظاهر الكلام وغالبه. وقد يتعارفان في مواضع من الكلام. ومما يدخل في هذا الباب ما حدثني محمد بن سعدويه قال: حدثني محمد بن عبد الله بن الجنيد قال: حدثني محمد بن النضر بن مساور قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال: جمعنا الحسن لعرض المصاحف أنا وأبا العالية الرياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصمًا الجحدري؛ فقال رجل يا أبا العالية قول الله في كتابه: ﴿فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾ ما هذا السهو؟، قال الذي لا يدري عن كم ينصرف؛ عن شفع أو عن وتر، فقال الحسن: مه يا أبا العالية ليس هذا بل الذين سهوا عن ميقاتهم حتى تفوتهم. قال الحسن: ألا ترى قوله ﷿: (عن صلاتهم)، وناه أبو رجاء الغنوي، نا محمد بن الجهم السجزي،. نا الهيثم بن خالد المنقري
1 / 32