Battalions and Expeditions around Medina and Mecca
السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة
ناشر
دار ابن الجوزي
شماره نسخه
الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ
سال انتشار
١٩٩٦ م
ژانرها
هذا وقد اعتمدت ما ورد فيه من روايات خاصَّة بهذا البحث باعتبارها أصح الروايات على الإطلاق، ورجحتها على بعض الروايات الأخرى التي نقلت أحداث البحث.
والبخاري: هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي. ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ببخارى. مات أبوه وهو صغير فنشأ في حجر أمه. أُلهم حفظ الحديث وهو في الكتاب، فلما بلغ ست عشرة سنة حفظ كتب ابن المبارك ووكيع، وعرف كلام أهل الرأي، فلما طعن في ثماني عشرة بدأ في التصنيف فصنَّف كتاب "قضايا الصحابة والتابعين" وكتاب "التاريخ". تنقل بين الشام ومصر والحجاز والعراق في طلب العلم، وكان ممَّا ساعده في قوة التحصيل أنه كان لا يكتب أثناء مجالسة العلماء، وذلك بسبب ما أوتي من قوة الحفظ حيث كان يكتب بعد ذلك من حفظه،يقول محمد بن حمدويه: سمعت البخاري يقول: "أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف غير صحيح"١. وقد عرف فيه معاصروه من شيوخه وزملائه ذلك النبوغ المبكر والذكاء الحاد وصدق السريرة وقوة الإيمان بالله، فأثنوا عليه الثناء الجميل الذي يطول ذكره، لكني سأذكر بعض ما قيل فيه.
قال الحافظ رجاء بن رجاء: هو آية من آيات الله تمشي على وجه الأرض. وكان أبو بكر بن أبي شيبة يسميه البازل يعني الكامل. وكان عبد الله بن المنير أحد شيوخه يكتب عنه ويقول: أنا من تلامذته، وقال فيه أبو حاتم الرازي: لم تخرج خراسان قط أحفظ من محمد بن إسماعيل ولا قدم منها إلى العراق أعلم منه. وسئل الدارمي عن حديث وقيل له: إن البخاري صححه، فقال: محمد بن إسماعيل أبصر مني، وهو أكيس خلق الله، عقل عن الله ما أمر به
_________
١ انظر ابن حجر، هدي الساري (٤٨٧) .
1 / 47