وارتفعت أصواتنا: استني يا خالة. استني شوية.
وفوجئنا بها تقف وتستدير إلينا وتقول: لأ .. روحوا روحوا انتم بقى .. مع السلامة .. والنبي ينوبك ثواب ما تسيبهم يا ريس .. روحوا انتم بقى.
واستدارت على عجل. وأسرعت كالملهوفة الخائفة أن يفوتها قطار.
وأخذ سواد ثيابها يختلط بالضباب والشحوب ويقترب من رمادية الشاطئ.
ومرة أخرى دوت في آذاننا طلقات الرصاص البعيدة التي تصدر من مكان غامض.
ورغم كل ما كان يدور في رءوسنا من خواطر واحتمالات، فنحن لم ندر لماذا أسقطناها كلها فجأة. وركزنا انتباهنا وكأننا أطفال سذج على يد حلمي التي كانت قد عادت تتحسس مكان الجرح. وخبط الريس بكفه على خشبة الصاري وقال: هيه يا سيادنا.
وقال حلمي: أحسن طريقة نستنى لما النهار يطلع.
وسمعنا طرطشة الماء، وأيقنا أن واحدا لا بد قد هبط.
وقال حلمي بعصبية: أهم شيء إن إحنا ما نندفعش. قليل من العقل.
وطرطش الماء مرة أخرى وهبط واحد ثان. وقال حلمي بعصبية: هو أنا بكلم مجانين. ما تفهموا أنا بقول إيه.
صفحه نامشخص