من الله التوفيق.
وان كانت مانعة الجمع أنتج فيها استثناء العين نقيض الآخر ولا ينتج استثناء نقيض شيا كما اذا قلت: «اما أن يكون هذا العدد زائدا أو ناقصا لكنه زائد» فيلزم أنه ليس بناقص أو ناقص فيلزم أنه ليس بزائد ولو قلت: «ليس بزائد» أو «ليس بناقص» فلا يلزم منه انه ناقص أو زائد أو نقيضهما.
واعلم أن القياسات المنفصلة انما تتم بالمتصلات، أما المنفصلة الحقيقية وهى التى تدخلها لفظة «لا يخلو» فكأنك قلت فيها: اذا لم يخل الامر عن هذا وهذا ولا يجتمعان فيه وليس أحدهما فهو الآخر أو هو أحد هما فليس الآخر.
وأما غير الحقيقية ففى كل واحد من قسميها اضمار اذا صرح به عادت الى متصلة ومنفصلة.
أما فى مانعة الخلو فكأنك قلت: «اما أن يكون زيد فى البحر واما أن لا يكون فان لم يكن فيلزمه أن لا يغرق» فاضمر فيها نقيض يكون أورد لازمه بدله، فاذا صرح بالنقيض عاد الى متصلة ومنفصلة.
وفى مانعة الجمع أيضا تقديره: «اما أن يكون نباتا واما أن لا يكون فان لم يكن فيمكن (1) أن يكون جمادا» .
صفحه ۲۹۳