بصائر نصیریه

ابن سهلان d. 540 AH
142

بصائر نصیریه

البصاير النصيريه في علم المنطق

ژانرها

وهذا مثل أن تقول: كل انسان يجب أن يكون حيوانا، كل انسان يمتنع أن يكون حجرا، كل انسان يمكن أن يكون كاتبا.

وأما فى السلب فحقه من جهة المعنى أن تقول: كل انسان يمكن أن لا يكون كاتبا وكذلك فى جميع الجهات.

لكن المستعمل فى اللغات عند السلب تقديم الجهة على الموضوع والرابطة والمحمول جميعا، فيقال: يمكن أن لا يكون أحد من الناس كاتبا.

وتعرف (1) الجزئيات من الكليات، فى الايجاب والسلب، لكن اذا أزيلت عن موضعها الى جانب الموضوع، فربما يتغير المعنى فيقال: يمكن أن يكون كل الناس أو بعض الناس كاتبين، فتصير الجهة جهة التعميم والتخصيص لا جهة الربط ويصير المعنى أن كون جميع آحاد الناس بأسرهم كاتبا ممكن.

واذا كانت الجهة جهة الربط كان المعنى أن كل واحد واحد من الناس يعلم أنه لا يجب له فى طبيعته دوام الكتابة أو لا دوامها وبين المعنيين فرق.

والدليل على ذلك أن الأول: مشكوك فيه عند الجمهور، فان من الناس من يقول محال أن يكون كل الناس كاتبين حتى لا يوجد واحد الا وهو كاتب.

والثانى غير مشكوك فيه ويعلم أن المعنى الواحد لا يكون بعينه هو مشكوكا وغير مشكوك فيه.

ولا نظر للمنطقى فى: أن هذا الاعتقاد الجمهورى هل هو حق أم باطل، وانما نظره أن يعلم: ان ما يقع فيه شك ليس ما لا يقع فيه ذلك الشك.

وفى الجزءين أيضا انما يتغير المعنى اذا ازيلت الجهة عن موضعها لكن

صفحه ۱۹۰