210

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

ویرایشگر

محمد علي النجار

ناشر

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

محل انتشار

القاهرة

أَكْفَرْتُمْ﴾ أَى فقال لهم: أَكفرتم، فأَضمر القول والفاءَ معًا وأَمّا فى قصّة عاد فالتقدير: وأَرسلنا إِلى عاد أَخاهم هودًا فقال، فأَضمر أَرسلنا، وأَضمر الفاءَ؛ لأَنَّ الفاء لفظ (أَرسلنا) .
قوله: ﴿قَالَ الملأ﴾ بغير واو فى قصّة نوح وهود فى هذه السّورة، وفى هود والمؤمنين (فقال) بالفاء، لأَن ما فى هذه السورة فى القصّتين لا يليق بالجواب وهو قولهم لنوح ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ظَلاَلٍ مُبِين﴾ وقولهم لهود ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكَاذِبِين﴾ بخلاف السّورتين، فإِنَّهم أَجابوا فيهما بما زعموا أَنَّه جواب.
قوله: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ﴾ فى قصّة نوح وقال فى قِصّة هود ﴿وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِيْنٌ﴾ لأَنَّ ما فى هذه الآية ﴿أُبَلِّغُكُمْ﴾ بلفظ المستقبل، فعطف عليه ﴿وَأَنصَحُ لَكُمْ﴾ كما فى الآية الأُخرى ﴿لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ﴾ فعطف الماضى (على الماضى)، فكن فى قصّة هود قابل باسم الفاعل قولهم له ﴿وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكَاذِبِين﴾ ليقابَل الاسم بالاسم.

1 / 211