على قطيعة وحصلوا على خسارة فظيعة وَأما الحلبيون فَإِنَّهُم راسلوا من بَقِي بحارم وَقد قتل وجرح مقاتلوهم وبذل الْجهد مجاهدوهم وستفرغوا الوسع وَاسْتَغْفرُوا وَصَابِرُوا وصبروا وَمَا لَهُم غير الله نَاصِر وَالْكفْر بأجمعه لَهُم حاصر فَلَمَّا فرج الله عَنْهُم وَنَفس كربهم وأسفر فِي ليل الصَّبْر بصبح النَّصْر صبحهمْ توَلّوا فِي طَاعَة الله الْعِصْيَان وتعدوا الْعدوان وأردفوا بالاحسان الْإِحْسَان وَخَرجُوا أَو مضى كل فِي طَرِيقه وفاز من الله باسعاده وتوفيقه
ذكر وَفَاة شهَاب الدّين مَحْمُود أبن تكش خَال السُّلْطَان وصهره وَولده تكش ابْن أُخْت السُّلْطَان وَكَانَت وَفَاة الْوَلَد يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة ووفاة الْوَالِد يَوْم الْأَحَد حادي عشر الشَّهْر وَبَينهمَا ثَلَاثَة أَيَّام
قد مُضِيّ ذكر شهَاب الدّين الحارمي ومرضه والتياث جوهره بعرضه وانه عِنْد نزُول الفرنج على حماه حماها بِنَفسِهِ وَهُوَ فِي حماه وَقد أقوات قواه ودنا نَوَاه وثوى بِهِ مثواه وَقد مرض أَيْضا ابْنه الْأَمِير دكش وَكِلَاهُمَا لشدَّة مَا بِهِ مَا يكَاد ينتعش وَهُوَ شَاب فِي ريعانه وعنفوان حسنه واحسانه وعنوان كتاب عَارضه وهملان ربَاب عَارضه ودوران البنفسج بورده وميلان غُصْن قده وتغاوج ريا الرياحين فِي رياضه وحوم حائمي العفاة من سَمَاء سماحة حول حياضه وَهُوَ بدر أفلاكه وَصدر أملاكه وكيوان إيوانه وَفَارِس ميدانه يثني الْقرى والوغى مِنْهُ على مطعامه ومطعانه ويزخر الْبَحْر فِي عنانه ويزهر النَّجْم من سنانه وَيفِيض الْجُود من بنانه ويغيض الْبَأْس فِي جنانه وتبهج الْأَمْكِنَة والأزمنة بمكانه وزمانه وَكَانَ خلقه فِي الْحسن كخلقه وكل سَابق إِلَى الْفضل مقرّ بسبقه ففل الْقدر شبا شبابه ورد ذَلِك المحجب فِي رتبته بَين أترابه إِلَى حجاب ترابه وَهُوَ بدر أفق العلى وَابْن شهابه فعاجله الْأَجَل بكتابه وَأخرجه الأمل من بَابه وضن عيه الدَّهْر المذنب عِنْد عتابه بأعتابه وَكَانَ سيف الدّين فَأَعَادَهُ الثرى إِلَى قرَابه وَسَهْما للهدى شهما فَرده إِلَى جعابه وخوطب الْعَصْر بِزَكَاة ازكائه وأنمائه فَأجرى خطبه بِتَلف نصابه وَكَانَ من إخْوَان حور الْخلد فألبسه حلل ثَوَابه حِين ثوى بِهِ وَمَا كَانَ أتم دائه فِي أَدَائِهِ وَمَا أكْرم عقد حباه بحبا أحبائه وَلَقَد أظلم بغروب
3 / 55