الرمال ووقفت عدَّة من الدَّوَابّ بالأثقال وأدركته بركَة الْإِخْلَاص وَالْوَلَاء للدَّار العزيزة فآب بالنصر الْعَزِيز والسعد الحريز وَالظفر الْوَجِيز وَحَيْثُ لم يستتم الْغَرَض وَلم يستتب فِي استكماله المفترض فَلم يَصح الْمقَام فِي تِلْكَ الديار وَلم يقْض تَمام تِلْكَ الْغَزْوَة بِالْمَالِ وَالرِّجَال وَلم يُصَادف طرف أمله فِي حلبة النجاح متسع المجال قَالَ النَّاس إِنَّهَا كسرة وَهُوَ ببركات الدَّار العزيزة نصْرَة فَإِنَّهُ وعساكره لأمير الْمُؤمنِينَ وَفِي طَاعَته وبرسم الذب عَن حوزته ويعتقد أَن التذلل والخضوع لَهَا سَبَب عزته وَهُوَ مستمسك من إنعامها بعروته مُتَعَلق من إحسانها بحجزته
وَحَيْثُ كَانَ للْملك المظفر تَقِيّ الدّين فِي هَذِه الْغَزْوَة الْيَد الْبَيْضَاء وأفنت الْأَعْدَاء مِنْهُ الْمنية الْحَمْرَاء أنشدته قصيدة فِي سَابِع عشر رَجَب من السّنة وَهُوَ الوافر ... جفون الْبيض أم بيض الجفون
وَسمر الْخط أم هيف الغصون
قيان ناظرات عَن نصول
أحدث غربها أَيدي القيون
مريضات المعاطف والتثني
سقيمات اللواحظ والعيون
سوافر مشرفيات التجلي
سواحر مشرقيات الجفون
حللن بِبَابِل وحللن سحرًا
عُقُود عقولنا بيد الْجُنُون
سلبن الْقلب حِين سكن فِيهِ
وهجن غرامه بعد السّكُون
أَلا يَا عاذلي دَعْنِي وشأني
وَمَا تجْرِي المدامع من شؤوني
فَإِن صبابتي دَاء دَفِين
وَكم أبقى على الدَّاء الدفين
حسبتك لي على وجدي معينا
الا مَا للمعنى من معِين
جعلت ضمانتي لَهُم ضماني
وَمَا لي فِي الضمانة من ضمين
أَنا الصب الَّذِي لهواي هَانَتْ
على قلبِي مصاعب كل هون
بِكُل خدينة لِلْحسنِ مَا ل
سوى بلوى هَواهَا من خدين
كريم أَو كغصن أَو كبدر
بلحظ أَو بقد أَو جبين
تَبَسم درها عَن أقحوان
وأزهر وردهَا فِي ياسمين
غَرِيم غرامها عسر التقاضي
وَقد علقت بحبيها رهوني
لوت دين الْوِصَال وَمَا قضته
وَلَو كَانَت وفت وفت ديوني
سقى الله الْعرَاق وساكنيه
وحياة حَيا الْغَيْث الهتون ...
3 / 46