وقال مدير البنك محروس مهنا: ولماذا أشفع وأنت لم تدعني معه؟
وقال هارون: أخاف إن دعوتك أن أغضب السيدة حرمك، فأنا أعرف أن أولادك في القاهرة وزوجتك معك، وأنك إذا تركتها فستتغدى وحدها.
وقال محروس: لكم أخاف منك يا هارون بك. ليس شيء في بيوتنا إلا وأنت مطلع عليه. - ليس في الأرياف سر. - ولكني أعيش هنا في المدينة في الزقازيق، فكيف تعرف أخباري كلها؟ - أولاد الحلال كثيرون، والناس ليس لهم تسلية إلا أخبار الناس. - ترى يا هارون بك هل تعرف ما يدور في البيوت فقط، أم تعرف أخبارنا في حجرات النوم أيضا؟ - ليس في حجرات النوم أسرار تستحق الذكر يا محروس. - يعني تعرف هذا أيضا؟ ربنا ينجينا منك يا هارون بك.
والتفت هارون إلى سعدون وهو يقول له: هيه يا سعدون بك، الغدا عندي أم أذيع أسرارك؟
وقهقه سعدون عمارة وهو يقول: المسألة أصبحت تهديدا إذن؟
وقال محروس : تهديد واضح؟ - نعم تهديد، ما رأيك؟
وقال محروس: وما الداعي للتهديد؟ لا يا عم، الغدا أهون.
وأكمل هارون عمله مع محروس، وذكر سعدون ما جاء فيه وأنهى هو أيضا موضوع التقاوي الذي كان قادما من أجله، وصحب هارون سعدون إلى البيت. وسرعان ما أعطى أوامره بإعداد غداء يليق بالموضوع الذي دعا من أجله سعدون إلى الغداء. •••
تناولا الغداء في حجرة المائدة، وانتقلا إلى غرفة الاستقبال. وكان بيت الحاج حامد ذا طابقين؛ فالطابق الأول خالص للاستقبال تقريبا، والطابق الأعلى مخصوص للنوم.
قال هارون: هل تحب أن تنام قليلا، أم لست متعودا على نوم القيلولة؟ - ليس دائما. - أما أنا فأحب أن أنام. - وهو كذلك، تفضل!
صفحه نامشخص