============================================================
" لو أن لا بن آدم واديا من مال لسأل ثانيا ، ولو أعطى ثانيا لسأل ثالث، ولأا يملأ جوف ابن آدم الا التراب ، ويتوب الله على من تاب .
وقد كان هذا يقرأ فى الكتاب، فينبغى لكل احد أن ينظر فى دينه إلى من هو فوقه ، وينظر فى دنياه إلى من هو أسفل منه، كذاندب اليه لاة وقال اته تعالى (ولا كمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه) وقال الله تعالى (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) قال ابى بن كعب رضى اله عنه : فمن لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه حسرات على الدنيا ، ومن يتبع بصره ما فى أيدى الناس يطل حزنه ولا يشفى غيظه ، ومن لم ير لله عليه نعمة إلا فى مطعمه ومشربه نقص عمله ودنا عذابه ، ولو كانت الدنيا تعدل عنداز جناح بعوضة ماسقى كافرآمنها شربة ماء . كذا قاله الرسول.
{فصل} قال الغزالى رحمه الله : الزيادة على الكفاية مهلكة من وجوه أحدها آنها تدعو إلى التنعم بالمباحات ، فينبت على التنعم ، جسده ولا مكنه الصبر عنه ولا استدامته الا بالالتجاء إلى الظلهة ونحوهم موذلك يدعوه الى الكذب والرياء والعداوة ونحوها.
الثانى أنها تدعو الى المعاصى ، فانها تمكن منها ، ومن العصمةآن لا تقدر، قال الله تعالى (كلا إن الانسان ليطغى آن رآه استغنى) والثالث أنها تلهى عن ذكر الله تعالى الذى هو أساس السعادة الآخروية ، اذ بها يزدحم على القلب خصومة الفلاحين ومحاسبة الشركاء ، والتفكر فى تدبير الحذر منهم ، وتدبير استنماء المال، وكيفية تحصيله اولا، وحفظه ثانيا، وإخراجه ثالثا ، وكل ذلك يسود وجه القلب ويصد عن ذكر الرب.
وقد أوصى النبى لو رجلا فقال "لا يجمع المال فانك لا تقدر على جمعه
حتى يجمع الله فيك أربع خصال ، الحرص، والشح ، وطول الأمل موقلة الحياء"
صفحه ۴۸