193

بکائیات

بكائيات: ست دمعات على نفس عربية

ژانرها

وسكت وأخذت أنظر إليكم يا أهل طيبة. نظرت للرجل المهيب والشيخ الأعمى فعرفت. ثم أنشأت أقول بصوت عال: أنا لم آت لأحكم. جئت لأتعلم منكم، وأعلم أن الحاكم لا يتحكم. أن السلطة لا تتسلط لا تظلم. والحاكم إنسان منكم لا لغز مبهم. اسألوا أنفسكم يا أهل طيبة: من ذلك الذي يحبو في الصباح على أربع ويسير في الظهر على اثنتين ويتوكأ في المساء على ثلاث؟ لقد صعقت الهولى حين أجبتها: هو الإنسان. لم يتصور أن يعرف إنسان نفسه. لم يتصور أن يملك قدره. أن يحل اللغز، ويحطم الأسطورة. لقد حللت اللغز يا أهل طيبة، وجئت لكي تحلوا ألغازكم. مزقت نسيج الأسطورة التي التفت حول رقبتي، وجئت لتمزقوا أساطيركم. ليس الإنسان دودة، ولا إلها، انظروا إلى قلوبكم تجدوه. قفوا على أقدامكم تعرفوه. أطلقوه من أقفاص صدوركم. علموه كيف يغني ويحب ويعمل ويفرح. علموه ألا ينخدع بقفص ولا يأمن لصياد. عشتم أمواتا، فتعالوا نتحدى الموت. سقطتم في الهاوية، فهيا نبدأ من الصفر. أهلككم الوباء فلتكونوا وباء عليه. أنا لم آت لأحكم أو أتحكم، بل جئت لأبدأ معكم منذ اليوم. لم آت لأصبح هولى أخرى.

الجوقة :

أنت قتلت الهولى يا أوديب. أنت قضيت على الوباء يا أوديب.

أوديب :

يمكن أن تزحف هولى أخرى. مئة أو ألف. يمكن أن يذهب وباء ويأتي وباء أشد، فلنبدأ منذ اليوم، فلنبدأ منذ اليوم.

الجوقة :

فلنبدأ يا أوديب. فلنبدأ يا أوديب.

أوديب :

وأشار كريون بيده، فاحتبس الصوت الهادر، والتفت إلي وقال:

كريون :

صفحه نامشخص