============================================================
154 ال و كذلك ووي عن أبي هريرة، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم أنهم قالوا عن النبي أنه قال: لايخرج من النار من كان في قلبه (1)" مثل شعيرة من الإيمان"(1).
الاويروى: لمثل ذرة من الإيمان" وهذا يدل على أن الإيمان يزيد وينقص.
ال و حجتنا: وهو أن الإيمان عبارة عن التصديق، لما ذكرنا من الدليل وأنه لا يقبل الزيادة والنقصان(2).
لايا رسول رأيت كأن ميزانا أنزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت، ثم وزن أبو بكر بمن بقي فرجح".
(1) أخرجه الامام البخاري في لاصحيحه" (56:6)، (158:9)، ومسلم في لصحيحه"(114:1، 117)، الإمام الترمذي في "السنن" (3: 534، 4: 346)، والنسائي في "السنن"(8: 112)، وابن ماجه في ل"سننه"(1: 60) كلهم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(2) يقول الإمام النسفي في كتابه النفيس "تبصرة الأدلة" (809:2) ما ملخصه: "وإذا كان الإيمان هو التصديق، وهو نفسه مما لا يتزايد، فلا نقصان له إلا بالعدم، ولا زيادة عليه إلا بانضمام مثله إليه، فلا زيادة إذا للايمان بانضمام الطاعات إليه، ولا نقصان بارتكاب المعاصي، إذ التصديق في الحالين على ما كان قبلهما...، ثم أحق الناس أن يمتنع عن القول بالزيادة على الإيمان هم الذين يجعلون الأعمال من الإيمان، وذلك لأنهم إذا جعلوا الأعمال إيمانا فلا أحد إذا استكمل الإيمان، والزيادة على ماهو لم يكمل بعد وهو في حد النقصان محال، لأنه ما من عبادة توجد إلا وهي من الايمان، ولا حد النقصان ثم يزداد بكل طاعة فمن كانت طاعاته أكثر كان إيمانه أكثر.
فيقال له: إذا على زعمكم: كمال الإيمان غير متصور، فكان إيمان كل نبي ومرسل ناقصا...، ثم العجب منهم آنهم يزعمون أن كافرا لو أسلم وصدق بجميع ما يجب تصديقه صار مؤمنا، ثم ال لو ارتكب من ساعته إثما انتقص إيمانه، وليس معه إلا التصديق، والتصديق لا تزايد عليه، ولو اختل لتبدل بالتكذيب وبطل، ولو لم يختل بقي كاملا، فكان القول ببقائه وثبوت النقص فيه باطلا".
صفحه نامشخص