وأمر أحمد بن الحسن في هذا التاريخ لما صلى بمسجد علي الذي في السوق بصنعاء بإجراء ساقية للماء، تخرج من السوق ليكون ماؤه طريا، فاتفق أن دلالا نظره، فدفل وفي يده جنابي مسلولة، يدور بها في السوق مدلولة، فلم يشعر إلا وهو في حفرة تلك الساقية والحفار تحته، فوقعت الجنبية في ظهره[74/ب] فلا قوة إلا بالله.
وفي هذه المدة جاءت الأخبار بأن سعد بن زيد بن محسن الذي كان أميرا بمكة بعد أن قصد إلى باب السلطان، كما سبق ذكره، مات بالطريق، وعاقة التعويق، وزال ملكه وجميع أولاد زيد، وتولت أيامهم، وانتقلت دولتهم.
وفي شعبانها حصل قتل رجل من بلاد نهم، والقاتل له بنو حشيش من بني الحارث، فحصل تحمل النهمي على الحارثي، وأظهروا المغزى للحارثي، فرتبوا أطراف بلادهم، وحموا جهاتهم ببنادقهم، فغزا النهمي وهو غير متعبي فرماهم بنو حشيش من البيت الذي قد رتبوه لما قصدوه، فقتلوا واحدا من نهم، فلما وقع هذا الحادث وصارت العيون بأجمعها في نهم تحملوا لهذا الأمر الكادث وضربوا الطبل في جهاتهم، والقصد بأجمعهم، فجهز عند ذلك أحمد بن الحسن جماعة من العسكر إلى بلاده......، محمد بن الإمام من صنعاء إلى نهم جماعة من أجناده.
وفي هذه السنة اشتدت العسرة على أهل وادي السر شدة عظيمة، ونضبت الآبار، ويبست الأعناب حتى قطعوا أصول أكوالها، ورحل أكثرهم عنها للمعاش، وتتابع عليهم عدم المطر من سنة تسع وسبعين، بحيث أنه صار عبرة لمن اعتبر، ولم يسلم منه، خصوصا وسط الوادي.
قال بعض أهله وسببه كثرة التجاري على الأيمان، والمحاسدة بينهم والعدوان.
صفحه ۳۹۲