وفي أول شوال وصلت أخبار من الجهات الشامية والبلاد المصرية والحجازية فأخبروا أنه يتجهز الوزير للسلطان، ومن يعتمد عليه في الأمور العظام إلى مصر وعزل عنه الباشا الأول، وقيل: إنه مأمور أن ينفذ فيه الأمر. ولم تصل كتب من محمد شاوش إلى هذا التاريخ مثل العادة، وأنه خرج بعد وصوله إلى مصر بعض عيناته إلى ينبع، فكان بسببها التنفيس على بركات، ومحاصرة الشيخ ابن معيان، وهرب أحمد بن زيد، هذا ما اتفق من الخبر هذا الشهر. وهذه الحركات كلها أسباب الأشراف آل زيد بن محسن، أولها ما سبق ذكره وآخرها عمل أحمد بن زيد والشيخ ابن معيان من قطعه لطريق ينبع ومخالفته للشريف بركات[56/أ]، وأرسل الوزير جماعة من الذين يصلحون الطرق ويعمروا مناهلها ومنشقها من مصر إلى مكة، وأمر بعمارة سمسرة جدة.
وفي العشر الآخرة من شوال سقط الآغا فرحان من فوق الحصان بالغراس، من أعمال حصن ذمرمر حضرة أحمد بن الحسن، بعد عوده من التمشية في ذلك الوطن، وذلك أنه جرى بالحصان، فكدف به، وانقلب عليه، فهلك في الحال، في ذلك المقام، وقبض أحمد بن الحسن تركته وما جمعه أيام ولايته لبندر عدن ورسم على بيته بصنعاء؛ لأنه مملوكه.
وفي يوم الإثنين آخر يوم من شهر شوال توفي الشريف العارف صالح بن أحمد السراجي بصنعاء، كان المذكور له معرفة بالفقه وبعض مشاركة في غيره. وكان من الراغبين إلى العلم وتحصيله وفوائده. وكان ناقلا للقرآن الكريم غيبا، وأول قراءته على السيد العلامة محمد بن عز الدين المفتي رحمه الله وغيره من العلماء بصنعاء، وأصله من قرية الضبعات [56/ب] من بلاد سنحان. ودفن بمقبرة باب اليمن رحمه الله.
وفي ذي القعدة منها زلج الإمام السيد الحسن بن مطهر الجرموزي إلى محل ولايته بندر المخا، بعد أن كان طلع إلى حضرته، كما سبق ذكره.
صفحه ۳۶۸