ولما وصل السيد أحمد بن صلاح في حدود بلاد ذكوان خرج من مكة الشريف حسن بن زيد بن محسن هاربا من مكة، فانتهب بالليث ، ولما دافع وقع فيه صائبة مثخنة مات منها، وبلغ السيد أحمد بن صلاح ذلك وهو بذكوان، وكان ربما يريد الخروج مع السيد أحمد بن صلاح إلى اليمن، فسبق الأجل، قيل: إنه بسعاية من صاحب مكة أرسل إلى تلك الجهة في الأثر وصده عما كان أمل.
وفي شهر صفر غزا جماعة من بني نوف، من قبائل دهمة إلى أسافل الجوف، فانتهبوا منه وقتلوا، وكذلك تعقبه مغزى إلى أطراف مساقط بلاد خولان وبدبدة ، لما نجع أكثر خولان هذه السنة، وكذلك لحق مغزى من برط إلى أسافل الجوف، بحدود براقش ، فوقع بينهم وبين من نهبوهم قتال، راح من برط نفران، ومن أهل الجوف خمسة. وأحمد بن الحسن لما بلغه ذلك أرسل حول ستين نفرا من أهل البنادق، لحفظ الصافية له في الملتقى، فمنعوها. ولم يصل أحد إليها، وبقي من حضرته ممن[37/أ] كان متعلقا به من برط وقال: ما بقي بيننا وبينكم ثقة ولا كنه، ولا نفعت المداواة لكم كما لا ينفع الدواء الجروح الفاسدة. وأهم بغزوهم، إلا أن الإمام قرره وقال: لا تزر وازرة وزر أخرى، وهم قبائل، لا يحكم عاقلهم على جاهلهم، ولا قائد لهم، بل كل منهم رمحه ببابه وانتصافه لنفسه، والأمر كذلك ولا ننفع منهم إلا حفظ أطراف البلاد الجوفية، كون بلادهم لا تحمل العسكر، ولا تقوم لمن بها استقر.
صفحه ۳۴۴