152

فأما التفرق على هذه الصفة معهم خلل عليهم وعلى المسلمين، أما عليهم فقد يخرج إلى غيرهم بسبب تفرقهم أما من اليمن أو من السلطنة، ويحصل أيضا كثرة الشقاق فيما بينهم، وتغلبات جهات اليمن بسببهم، وأما على غيرهم فما يحصل من المفسدين من الفساد والتغلب وعدم الأمان، ولكن لله في كل وقت شأن، والأمر لله تعالى في جميع الأوقات والأحيان.

وجاء خبر دعوة السيد محمد بن علي الغرباني صاحب برط، وجاء معه خبر دعوة للسيد أحمد بن إبراهيم المؤيدي، واستولى أولاد عبد الله بن الإمام القاسم على قصر ذمار وانتهبوه، وانتهب عسكر علي بن المتوكل سوق جبلة، وقطعوا طريق اليمن إلى سمارة ، وحصل بين حسن بن محمد بن أحمد المؤيدي وبين السيد جعفر الجرموزي بالعدين فتنة، وقتل نفوس على سبب المملكة، يريد السيد حسن أن يتولى البلاد كما كان عليه والده، وحصل بصعدة انتهاب من العسكر الذين بها ومن أهل سحار دخلوها من دوائرها، فراح كثير من الحوانيت قريب المائتين انتهبوها، وعلي بن المتوكل لما سار إلى تعز استولى على خزانة الشيخ راجح متوليها، وكان الشيخ راجح يومئذ في بيته بلاد ضوران.

ووصل كتاب من قاسم صاحب شهارة إلى أحمد بن حسن يذكر فيه أنه غير[125/ب] كامل لشروط الإمامة، وغير صالح للزعامة، واحتج عليه بأنه دعا إلى الرضا، وأنه لم يرض به، وكان قد خطب القاضي أحمد بن أبي الرجال بمنبر صنعاء لأحمد بن الحسن بأنه دعا الرضا وهو الرضا مع أن قاسم بن المؤيد أيضا كانت دعوته إلى الرضا ولكن هو عند نفسه الرضا، والله تعالى يقول: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } وأحمدبن الحسن أجاب عليه بأن الأولى الاجتماع، وذكر ما قد سبق من دعوته بحضور جماعة من العلماء والأعيان والأتباع، وما أحسن قول المتنبي حيث يقول:

ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة

بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم

وقال أيضا:

صفحه ۴۵۱