============================================================
عمار البدليسي فصل - 14 : في فائدة موت الارادة لموت الإرادة(1) تخصيص يعتري طالب الحق، إذا سلك طريق الحق 3 بمقتضاه. ومعنى موت الإرادة، في لسان التصوف، أن يزول ويفنى من العبد رؤية الأسباب والوسائط. فكما لا يمكن لميت الشريعة(2) أن يرجع إلى ما عنه مات من مال وولد، عقلا وشرعا، فكذلك لا يمكن لميت الطريقة والحقيقة، أن يرجع إلى رؤية الوسائط، بعدما مات عنهن ذوقا وكشفا: ومعناه عندهم: أن لا يرى إلا المسبب. كما قال بعضهم: ما نظرت إلى شيء إلا ورأيت الله فيه. وهذا إخبار عن بده (3) الخروج من الوجود. ثم لما توسط قال: معه، ثم لما خرج بالكلية قال: ما نظرت إلى شيء إلا ورأيت الله قبله. وذلك لموته عما سوى الله، ولرفع الحجب من القلب.
فإذا تظر إلى المقدور لم يستقر عنده، لموته عنه. فيجوز إلى القدرة فلا يقتنع 12 بها حتى يصل إلى القادر، فيستقر. كما قال الخليل، عليه السلام: {هذا رتي ... ) هذا ريي . هذا ريي (القرآن الكريم 76/6، 77، 78)(4)، حتى جاز من الكل إلى من له الكل، فقال: وإني وجهت 15 وجهي للذي} الاية (القرآن الكريم 79/6) (122). وهذا إنما يكون كذلك لوجود البر في "فلما"(5).
و = السالك هو في السير، في قطع رؤية المصنوعات إلى (1) موت الارادة: صوم الإرادة، قارن بصوم القلب ص 19/11.
(2) لميت الشريعة..: قارن الفقرة التالية بفوائح، فقرة 165، ص 2/82 وما يليها.
(3) بده، في الأصل: بدو.
(4) وهذه الايات الكريمة تقول: { فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا رئي فلما أفل قال لا أحب الافلين * فلما رأى القمر بازغا قال هذا رئي فلما أقل قال لئن لم يهدني ريي لاكونن من القوم الضالين * فلما رأى الشفس بازفة قال هذا رئي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قؤمي إني بريء مما تشركون} .
(5) "فلما"، في الأصل: كلما.
ه هى
صفحه ۵۸