============================================================
عمار البدليسي منها اثتلف وما تناكر منها اختلف"(1). تعرف في الأزل إلى الأرواح، قبل خلق الأشباح، فعرفوه. فما تعارف عند سماع الخطاب، ائتلف بحصول 3 الاقتراب.
وقد وعد الله أن : "من ذكرني ذكرته (2)، فمن ذكرني باللسان، ذكرته بالإحسان، ومن ذكرني بالقلب، ذكرته بالقرب" . وقرب الله من العبد عبارة 6عن رفع الخجب، وإلا فليس ببعد إلا بإسبال الحجب العزية على وجوده.
فالبعد من حيث العبد، لا من حيث الحق، لوجود الحجب. فبوجود الحجب: العبد في بغد، وبعدم الحجب، في قرب. كما قال بعضهم: احتجب عن الخلق لشدة ظهوره. (7اب) فمن تعرف إليه، واقترب منه، أزال عن قلبه الحجب، وأظهر له دلائل معرفته، حتى عرفه بيقين، أن الله هو الحق المبين.
وللمعرفة حقيقة، وحق حقيقة. المعرفة يطاق معرفتها، وحق المعرفة لا يطاق معرفتها. ولهذا قال(3) أهل المعرفة: ما عرفناك حق معرفتك. ولم يقولوا: حقيقة معرفتك. فما تعارف من الأرواح، عرف طريق الإيضاح، 15 لمشاركة صحة الأشباح. وما تناكر بوجود العلل والأسباب، اختلف عن حقيقة المعرفة بإسبال الحجاب. فأهل الاختلاف، أشغلوا بالخلاف، أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهذنا أن تقولوا يؤم القيامة إنا كيا عن هذا غافلين).
(1) انظر المعجم المفهرس 1: 385، تحت: جند و2: 318، تحت: آرواح، وانظر أيضا الألف المختارة من صحيح البخاري 39:5.
(2) من ذكرني ذكرته : في هذه الجملة إشارة إلى القرآن الكريم 152/2: { فاذكروني أذكركم)، وإشارة إلى الحديث القدسي "من ذكرني في نفسه ذكرته في نسي40.
(3) قال، في الأصل: قالوا.
صفحه ۴۶