============================================================
عمار البدليسي ملأ، أثنى عليه بين(1) ملأ الملائكة . كما ورد: "ايناجي (2) الله ملائكته"، والمراد منه الذكر الدائم. وإنما يحصل ذلك بقطع الأوقات في الخلوات 3 ليضفو(2) الباطن في الأول من الكدورات والمذمومات ثم يتنور(4) بالمحمودات والمعاملات. فيظهر منه حسن الأخلاق، وجميل الأحوال، وصفاء الاعمال إلى أن (13 ب) يقع في الترقي والزيادات، في الدرجات.
6 ثم يترقى إلى سوانح سواطع الوقائع والواردات. ثم ينتقل إلى علم الفتوح، في محض الوضوح، من المحدثيات، وهو الفيض الرباني. ثم ينتقل إلى الأحوال والمشاهدات، فتتجلى له حقائق الصفات.
وإنما فائدتهم من هذه المطالعات، والمواصلات، والمنازلات، أن تتصف قلوبهم بصفة الكلمة. وإذا اتصف، محت صفة الكلمة وجودهم، حين ورد في قلوبهم وفود عساكر حقابق الكلم(5) فأغاروا على كل محصول 12 وموجود لهم من بقية وجودهم ومحسوساتهم. فهناك يشهد العبد كأن لم يكن، والحق كما لم يزل يشهد تفسه (1). فحين توحدت الكلمة في الباطن من الأغيار سقطت من حقيقة الكلمة في القلب أسرارها، ولمعت(1) من (1) ملأ. . بين: هذه الإضافة وردت في الهامش.
(2) يناجي، في النص بدون تنقيطب، ولعل القصد: يباهي: (3) ليصفو، في الأصل: ليصفوا.
(4) يتنور، في الأصل: يتثور.
(5) وفود... الكلم: قارن ب لاهجوم عساكر الايات عليه"، فوائح، فقرة 182 ص 4/90 وب "هجمت عليه جنود الذكر"، فوائح، فقرة 116، ص 15/55.
(2) قارن بما ورد في اللمع للسراج ص 30، حيث يقول السراج معلقا على تعريف الجنيد للتوحيد: "وهذا غاية حقيقة التوحيد للواحد آن يكون العبد كما لم يكن ويبقى الله تعالى كما لم يزل".
(7) لمعت، في الأصل: لمعة.
صفحه ۳۶