============================================================
عمار البدليسي الذي أشرى بعبده ليلا) (القرآن الكريم 1/17)، أسراه ليلا، وحياه نئلا، وسماء عبدا لاستكماله في العبودية، ولأن العبودية تقتضي المسكنة: فلما عرف ما سوى مسكنة النبوة عند العزة سأل ربه جل وعلا أن يحشره في زمرة المساكين من الأنبياء والمرسلين، والالتحاق بهم وبمسكنتهم، وقوله: "أحيني مسكينا" كقول سليمان بن داود ك ، عليهما 6 السلام: ل"مسكين جالس مسكينا"، فأظهر من نفسه شرط المتابعة، كما قيل " أي أجبني على سنة مسكنة الأنبياء. لأن مسكنة الولاية لأمته، ولم يكن له أن يسأل من الله ما هو دون مقامه ومرتبته إلا لأجل التواضع.
المعنى (19) الثاني: قال ذلك على سبيل الإشارة، واللفظ يقتضي 12 الاحتراز من فتنة الأنانية. فلو قال: "احشرهم في زمرتي" لكان ذلك قول الآمن، لا قول الخائف، والعصمة حافظ له من قول الآمنين، من مكر الله.
فقوله قول الخائفين، وقد قال: "أنا أعرفكم بالله وأشدكم له خوفا"(2) .
والمراد له من ذلك حشر الأمة في زمرته، فأخرج اللفظ على سبيل إظهار التواضع بين أصحابه ليسترشدوا ويهتدوا فيعرفوا ما مقدار المسكنة عند الله تعالى، وليكونوا في القدرة بصفة المقتدي ولينزل المنتهي بطريق
عليه السلام، في زمرتهم، بل هم كلهم في زمرته، حتى الأنبياء والمرسلين، (1) أولي، في الأصل: أولوا.
(2) انظر أيضا صوم القلب، فصل 13، ص 3/33.
(3) لم يجز أن يكون، في الأصل: لم حران لون.
صفحه ۲۴