قال القاضي جلال الدين: وأخبرني الشيخ السنباطي قاري الميعاد أنه رأى شيخ الإسلام فقال له: قل لطلبتي يشتغلوا بالعلم فإن طلبتي عند الله علماء.
ورأى في ليلة أخرى القاضي بدر الدين بن أبي البقاء فقال له كيف حالك؟ فقال: بخير، ثم قال له: كيف حال شيخ الإسلام؟ فقال: ومن مثل شيخ الإسلام؟ ثم ذكر عدة منامات حسنة.
ومما وقع له في حياته أنه لما سمع الناس بكسرةِ الناصر على باب دمشق مع تمرلنك اللعين على طريقِهِ، عزّم المتكلم الأشعري أهل مصر على الجلاء إلى القبلي والبحري، قال ولده جلال الدين في فتاويه في ذلك: فأتى وأفهمني أن تمرلنك لا يدخل إلى مصر، فكان كما فهمه عنه، فأمر بقراءة كتابي البخاري ومسلم فقرئا عليه ثم ختما ثم جاء الخبر بعد ذلك بتوجه تمرلنك إلى بلاده.
ومن ذلك أنه كان يقول لي في حياة الأخ -رحمه الله تعالى- وكان أكبر مني بأكثر من أربع سنين: إنك تكون خليفتي.
وكتب لي على سؤال سألته عنه: وأنا أدعو الله للولد أن يكون خليفتي، اللهم أجب سؤالي وأصلح حال خليفتي وحالي، فكان كما قال ﵁.
انتهى والله ﷾ أعلم.
* * *
قاضي (١) القضاة صدر الدين المناوي
محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الإمام العلامة
_________
(١) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٤٧ (٧٤٠)، إنباء الغمر لابن حجر ٤/ ٣١٥، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ١٢/ ٢٧٧، الضوء اللامع للسخاوي ٦/ ٢٤٩ (٨٦٧)، حسن المحاضرة للسيوطي ١/ ٤٢٦ (١٦١)، شذرات الذهب لابن العماد ٩/ ٥٥، الأعلام للزركلي ٥/ ٢٩٩، معجم المؤلفين -كحالة- ٨/ ١٩٢.
1 / 40